فلسطين و عيد الحب المزعوم

أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير
9 يوليو 2024 بواسطة
فلسطين و عيد الحب المزعوم
إدارة الموقع
لا توجد تعليقات بعد

أحبابي، لو كان حبيبكم محمد ﷺ حيّاً بينكم اليوم فهل كان سيتجرأ أحد ويحتفل بعيد الحب المزعوم؟


أحبّتي في الله.. إنّي لكم محبّ ناصح أمين بِإذْنِ اللهِ تَعَالَى.. وما تذكيري لكم إلاّ تطبيقاً لمراده سبحانه وتعالى الذي أمر عباده بالتواصي بالحقّ، ولذلك فإنني في هذه السطور القليلة أذكّر نفسي وأذكّركم فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين..


يا من أحببتهم في الله، من المفترض أننا مسلمون مؤمنون بأنّ الله تبارك وتعالى أكرمنا بدين أتمّه وأكمله على أفضل صورة وحال، فمن ابتدع فيه شيئاً فكأنّه -بقصد أو بدون قصد- يُنقض هذا المفهوم الجازم!!!

فإذا، ما بالنا يا أحبّة نتّبع ونفرح ونحتفل بما لم يأتِ به ديننا العظيم؟؟ كمصداق قول نبيّ الله موسى عليه السلام لبني إسرائيل: {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير}؟؟!!!


يا أحبّة إنّ غيرنا من الأمم يبتكرون أياماً وأعياداً بعضها قد يكون من أصل وثني وبعضها ألصقوه بدينٍ محرّف لأنّهم فعلياً قد أفرغوا الشرائع من جوهرها فباتت مبتورة بحاجة لزيادات وإضافاتٍ تدرأ الصدع الكبير عندهم، هذا عدا عمّا وصل إليه الغرب من مسخ للمجتمعات حتّى أصبحت في أغلبها "لا دينيّة". فلا وجود عندهم لقيمٍ راقيةٍ رسّخها الإسلام واستفاض في التركيز على تطبيقها فعلاً وقولاً،


فمثلاً بدلاً من إلزام الولد ببرّ الوالدين والإحسان إليهما على مدى الحياة، اخترعوا يوماً واحداً في السنة لتعظيم الأمّ أو الأب!! وبدلاً من المودّة والرحمة التي يجب أن تظلّل حياة الأزواج في "قالب شرعيّ أحلّه الله"، اخترعوا يوماً لإظهار الحبّ وربما في أغلب الحال بين "العشّاق" غير المتزوجين وهكذا...!!!! 

فيا أحبّة وبغضّ النظر إن كان عيد الحبّ عيداً وثنياً أو عيداً ذا طابع نصراني، فإنّ تطبيقاته المستوردة من غربٍ متفلّت من أي قيد شرعيّ، باتت تسلخ سمت المسلم وتجعله نسخة مشوّهة وكأنّه يلبس ثياب النوم وهو يحضر اجتماعاً رسمياً مهماً أو يلبس معطفاً سميكاً في الحرّ الشديد!!! ... والله لا يليق بنا هذا يا أحبّة، لا يليق بنا أن نقلّد مظاهر مستنسخة من أناس انغمسوا في شهوات دنيوية أعمت أبصارهم عمّا ينتظرهم في الآخرة...قال تعالى: (اتخذوا دينهم لهواً ولعباً وغرّتهم الحياة الدّنيا)

إننا يا أحبّة مسلمون لا يظهر منا إلا ما يرضي ربنا، فالله الله يا أحبّة في الحفاظ على الدين قلباً وقالباً وتذكّروا يوماً نلقى فيه ربّنا، يوم نسأل فيه عن كلّ ما كسبته أيدينا، فلا تكونوا ممن قال فيهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ كما جاء في الصحيحين: "لتّتّبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه!!"، 


فيا أحبّة لا تقلّدوا فأنتم الأصل الصافي...ولا تشجّعوا عيداً مبتدعاً اجتمع فيه الزّناة لمعصية الله، وحتى سيدنا المسيح عليه السلام لا يرضى به في هذه الأرض.


وإن أردت يا غالي أن تهدي زوجتك أو أردت أختي أن تهدي زوجك فاختاروا أي يوم من السنة غير هذا اليوم وستؤجرون من الله على هذا الفعل الطيب من منطلق قول النبي عليه الصلاة والسلام: (تهادوا تحابّوا)

وأما من اختار هذا اليوم للتعبير عن حبه فسينطبق عليه قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( من تشبّه بقوم فهو منهم) ومن كان منهم حُشر معهم يوم القيامة.


أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم 

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيدنا محمد وعَلَى آلِهِ وَصحبه وسَلَّمَ

والسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ..

فلسطين و عيد الحب المزعوم
إدارة الموقع 9 يوليو 2024
شارك هذا المنشور
علامات التصنيف
الأرشيف
تسجيل الدخول حتى تترك تعليقاً